Tuesday, April 15, 2008

عندما تصبح الحياة مرهونة بكمية الوقود
أمام أعين العالم .. مرضى غزة ينتظرون دورهم على "مقصلة" الحصار


بروكسيل ـ15 نيسان/ أبريل 2008

أطلقت منظمات حقوق الإنسان، العاملة في قطاع غزة، نداءات استغاثة عاجلة لإنقاذ حياة مليون ونصف المليون نفس بشرية تعيش في شريط ساحلي ضيق محاصر من جميع الاتجاهات منذ ما يزيد عن عامين، وشدد الحصار عليه قبل نحو عشرة أشهر.
وازداد تشديد الحصار الخانق قبل نحو أسبوع بمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزويد قطاع غزة بالوقود بمختلف أشكاله، بما في ذلك الوقود الذي يمكّن المستشفيات من العمل على إنقاذ حياة ما يزيد عن ألف ومائتي مريض يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة، حيث باتت حياة هؤلاء المرضى مرهونة بما يتوفر من وقود.

"إعدام" جماعي وصمت عالمي

حالة الصمت على عملية "الإبادة الجماعية" التي يتعرّضون لها أمام أعين العام أجمع، قوبلت باستهجان واستغراب من أبناء قطاع غزة المحاصرين، وذلك في الوقت الذي بات المريض ينتظر الدور الذي يُؤخذ فيه إلى "مقصلة" الحصار لينفَّذ فيه حُكم الإعدام عبر شاشات التلفزة العالمية دون أن يحرّك أحداً ساكناً.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية وجود مئات المرضى الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة ينتظرون الموت وينتظرون الحصول على أرقام في سجلات الوفاة الفلسطينية، بسبب منع قوات الاحتلال لهؤلاء المرضى بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وكذلك فرض تلك القوات للحصار الخانق والظالم ومنع الأدوية واستهداف القطاع الصحي بشكل متعمد ومقصود.
هذا الحال؛ جعل رئيس "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، أمين أبو راشد، يعتبر أن الساعات الحالية تجعل المجتمع الدولي والعالم أجمع "شاهداً على كارثة إنسانية تتشكّل بشكل متسارع، عبر انهيار ما تبقى من نظام الخدمات العامة ومقومات الحياة اليومية والرعاية الصحية في شتى مناطق قطاع غزة، بل ويجعلنا شهوداً على عملية إعدام جماعي بحق الفلسطينيين"، كما قال.
ولم تلق نداءات الاستغاثة والمناشدات العاجلة التي أطلقت من المنظمات الحقوقية ومن وزارة الصحة في قطاع غزة، حتى الآن، أذناً صاغية ولم تقابل بتحركات عملية لكسر الحصار، بل إن الفلسطينيين، الذين فَقدوا أمام أعينهم، وفي ظل عجزهم، 133 من مرضاهم لعدم توفر الدواء ومنعهم من العلاج في الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي، بدؤوا يتساءلون باستهجان، "كم يحتاج العالم أن يموت من الفلسطينيين المرضى ليبدؤوا بالتحرك لنجدتهم؟!".

انهيار الأوضاع الصحية ينذر بكارثة

"قطاع غزة يعيش على شفى كارثة صحية وإنسانية خطيرة، بل انعدمت فيه كافة مظاهر الصحة، وانتزع من المواطن الفلسطيني كل ما يمكن أن يضمن له العيش بحياة صحية آمنة"؛ كان ذلك تحذيراً أطلقته وزارة الصحة الفلسطينية، ونداء أطلقت عليه "قبل الكارثة"، ومناشدات تتواصل من أجل منع عمليات "إعدام جماعية" بحق مئات المرضى خلال الأيام القادمة إن استمر حصار غزة ومنع الوقود من الدخول.
واستناداً إلى التقارير الرسمية؛ فإن عدد الأصناف التي رصيدها صفر من الأدوية في قطاع غزة وصلت إلى 55 صنفاً، وأن عدداً كبيراً من الأجهزة في المستشفيات تعطلت بشكل كامل أو جزئي بسبب عدم إمكانية إيجاد قطع لها".
ولفتت النظر إلى أن عدداً كبيراً من أطفال غزة، بنسبة 70 في المائة، يعانون من سوء تغذية بسبب الحصار المفروض على القطاع الصحي بشكل أساسي، وأن ثلث ضحايا هذا الحصار الإسرائيلي هم من الأطفال المرضى وبينهم أطفال لم يتجاوز عمرهم الشهرين، كما أن عدداً كبيراً من الأطفال يعانون ازدياد حالاتهم النفسية الصعبة، والمشاكل الاجتماعية التي يتعرضون لها نتيجة الفقر والحصار.
وتشير التقارير الطبية الفلسطينية الرسمية إلى أن عدد مرضى السرطان والقلب في مستشفيات قطاع غزة بلغ (1220) مريضاً موزعين على مستشفيات الشفاء والأوروبي والنصر، موضحاً أن 730 من هؤلاء المرضى مصابين بالسرطان.

غزة .. مقبرة جماعية

هذا الواقع المرير في قطاع غزة المحاصر يجعله مكاناً خصباً لمقبرة جماعية لمئات المواطنين المرضى والجرحى، وذلك في حال انقطع التيار الكهربائي بسبب عدم توفر الوقود، والذي من شأنه أن يوقف تغذية المستشفيات بالطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية، ما قد يعني حالات وفاة جماعية للمرضى في أقسام العناية المركّزة ولأولئك الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي وغسيل الكلى، فضلاً عن حاضنات الأطفال الخُدّج.
وحذّر وزارة الصحة الفلسطينية في تقاريرها من أنه إن لم يتدخل أحرار العالم وأبناء الأمة العربية والإسلامية بصورة سريعة لوضع حد لمأساة المرضى الناجمة عن هذه الممارسات والإجراءات الإسرائيلية؛ فإن غزة مهددة بأن تتحول إلى مقبرة جماعية مقترنة بالصمت الدولي عن تلك المأساة.
وكانت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" قد حذّرت من حالات "الموت الجماعي" لمرضى الحالات الصعبة في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة القادمة، إذا استمر منع الوقود عن غزة.
وقالت في نداء عاجل، صادر عنها في بروكسيل: "إن خطر الموت يتهدد قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، وذلك بعد أن توفى 133 مريضاً جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، وإغلاق كافة معابر القطاع منذ عدة أشهر".
ولفتت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" الانتباه إلى أن الحصار أحكم حبله على رقاب المرضى الفلسطينيين في غزة، فسيارات الإسعاف التي تعمل على نقل جرحى العدوان الإسرائيلي والمرضى توقفت عن العمل لنفاد الوقود، والأطباء الآن غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم لشح وسائل النقل، والمرضى على أسرة المرض يحيطهم خطر الموت في أي لحظة.

أكبر سجن في العالم

ويواجه قطاع غزة منذ قرابة سنتين حصاراً شاملاً، هدّد ما تبقى للفلسطينيين فيه، من فرص الحياة الإنسانية اللائقة. ومنذ مطلع الصيف الماضي تم تشديد ذلك الحصار المفروض على القطاع ذي المساحة الصغيرة المكتظة بالسكان، فأصبح يضيِّق الخناق على السكان القاطنين هناك بشكل صارخ، ومعظمهم من اللاجئين الذين يعيشون في مخيّمات بائسة.
لقد حوّلت سياسة الحصار التي تتبنّاها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قطاع غزة الذي يعيش فيه مليون ونصف المليون نسمة إلى أكبر سجن في العالم، بكل ما تعنيه كلمة سجن على أرض الواقع. ولم يعد أيّ من سكان القطاع يتمكن من مغادرة القطاع تحت أي ظرف من الظروف، حتى بالنسبة للحالات المرضية المستعصية والطلبة والطالبات الدارسين في الخارج ومزاولي الأعمال المختلفة فضلاً عن الصحافيين ومراسلي الإعلام ومسؤولي الوكالات والجمعيات الإنسانية.
ويشمل الحصار أيضاً منع تدفق العقاقير الطبية والمستلزمات العلاجية والتجهيزات الطبية، وكذلك المواد الغذائية والتموينية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن إمدادات الوقود والطاقة الخارجية التي يعتمد القطاع عليها اعتماداً كلياً، علاوة على المستلزمات الصناعية الأوّلية ومواد البناء والكثير من السلع والاحتياجات اللازمة لمعيشة السكان.
لقد أنشأت حالة الحصار المشدّدة المفروضة على قطاع غزة، وقائع مأساوية ذات أبعاد كارثية، وبخاصة على قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والعون الإنساني، كما أدت إلى شلل تام في المرافق الصناعية والقطاعات الاقتصادية، وتسبّبت في أزمة متفاقمة في سوق العمل الذي كان يعاني في الأصل من معدلات بطالة قياسية هي الأعلى عالمياً.

لمزيد من المعلومات:
The European Campaign to end the siege on Gaza
الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة
www.freedomforpalestine.org

للاتصال: 0031613644444
info@freedomforpalestine.org

1 comment:

Anonymous said...

Ich meine, dass Sie sich irren. Es ich kann beweisen. Schreiben Sie mir in PM, wir werden umgehen. levitra preis levitra generika [url=http//t7-isis.org]viagra online bestellen rezeptfrei[/url]